كيف تكسب المزيد من الحرية في حياتك الجزء 4 .

April 6, 2024

مرحبا ، عزيزي القارئ ، في هذه التدوينة سنكمل من جديد ، سلسلة كيف تكسب المزيد من الحرية في حياتك ، إذا لم تطلع على التدوينات السابقة فيمكنك الإطلاع عليها الآن :
– كيف تكسب المزيد من الحرية في حياتك – 1
– كيف تكسب المزيد من الحرية في حياتك – 2
– كيف تكسب المزيد من الحرية في حياتك – 3

لا يوجد عبودية أسوأ من أن تعتقد واهماً أنك حر وأنت في الحقيقة لا تملك قرار أي شيء في حياتك

في مقالة اليوم سأشير إلى عدة نقاط في غاية الأهمية حول موضوع الحرية ، وهي بالتوالي على النحو التالي : الحرية في اكتساب ثقافة جديدة ، وحرية استقبال العلم والمعلومات ، وحرية الأفكار

سجن العادات والتقاليد :
الذين يقدسون العادات والتقاليد لدرجة الهوس والخنوع والتشبت العقيم بها ، سجناء طوعاً دون أن يزج بهم في هذا السجن ولا يريدون أن يخرجوا منه ، رغم أن الممكن أن يتحرروا منه كونه بلا قضبان حديدية وأصفاد فولاذية
إنها تقاليد وخرافات كثيرة ، السحر ، الشعودة ، أقوال نقولها في أوقات معينة ، أفعال نفعلها أو تحرم في أوقات معينة ، ملابس نلبسها في أوقات معينة ، وكثير من الإشاعات لاحقت أطعمة فحرمنا أنفسنا من أكلها ، خرافات عن الحظ وارتباطه ببعض الأوقات فتوهمنا وتلوثت بذلك عقولنا وخفنا ، إننا لا نتوانى عن تكرار الإرث السخيف من أجدادنا ، نرث كل ذلك الجهل ، ونورثه أبنائنا ، ويبقى ذلك الجهل إلى ما لا نهاية
نحن أغبياء لدرجة أن نحمل أوامر موتانا وهم تحت التراب على أكتافنا جيلا بعد جيل؛ بادعاء الحفاظ على العادات والتقاليد، دون التفكير فيها ، في مدى سذاجتها ، وسخافتها
إذا أردت أن تكون حراً ، فمن الواجب أن لا تكون عبداً وخاضعا لأفكار أبائك ، تقاليدهم ، معتقداتهم ، يجب أن تكون منفصلا تماماً عن خلفيتهم وأن تتجرد برأيك الشخصي ، وينطبق الأمر عليك أنت أيضا حينما تكون أباً ، لا تفرض أبداً على أبنائك أن يحافظوا على تفافتك وأفكارك وخلفيتك ، أترك لهم حرية الاختيار ، فربما أنت تفرض عليهم الكثير من الأخطاء وأنت تراها صحيحة .
إن خطورة العادات والتقاليد هي في غاية الأهمية ، فهناك الكثير من الأمور التي لا نقوم بها لأنها عار ، أو لأنها ستجعل الآخرين ينظرون إلينا ، ويقولون عنا كلاماً … وهذا له أثر سيء في حياتنا
إذا راجعت الكثير من الأشياء التي تقوم بها ، ستجد أنك تقوم بسبب أنك تعودت عليها و ولفنا ابنائنا عليها ، وفي الغالب إذا أتيت بعادات جديدة من عندك ، ستسمع كلاماً لن يعجبك ، سيتهمونك ويرموك بصفات سيئة ، وحتى لو تفعل شيئا سيتحدثون عنك وينتقدونك ، لذلك ، إفعل ما تشاء ، إنها حياتك !

سجن الحقيقة المطلقة
أن تكون مسجونا داخل معلوماتك ، هو نوع أيضا من السجون ، حيث أن عقلك يكون مبرمجا على معلومات لا يقبل سواها ، الآن عقلك هنا هو المسجون ، فأنت تعتقد أن ما تعرفه هو الصحيح  ، وأن ما يقوله مدرسك هو العلم الصحيح ، حينما تفعل ذلك ، فأنت تسجن عقلك وتجعله ملكاً للآخرين

سجن الأفكار
يعيش غالبيتنا في سجن من الأفكار دون أن يدري ، ولكنه رغم ذلك يعتقد أنه هو المتحكم وهو حر في أفكاره وفي قرارته ، وهو السيد الآمر الناهي لنفسه ..

إذا كنت أيضا تعتقد بأنك كذلك فأتمنى أن تفكر
أنا فقط أرغب في لفت انتباهك عزيزي إلى أننا غالباً ما نعيش في سجن من الأفكار دون أن ندري، سجن من الأفكار تقيدنا عن رؤية الكثير من الحقائق التي في الغالب تكون مُرَّة بعض الشيء ، سجن

يجعل طريقة تفكيرنا يغلب عليها طلب الراحة وليس طلب الفائدة؛ فربما يكون المريح ليس مفيداً، والعكس صحيح.
سجن من الأفكار التي ربما تمنعنا من التفكير بشيء من الجرأة غير المعتادة، أو بمعنى أكثر وضوحاً بطريقة غير تقليدية ، سجن يجعل كل أو معظم تصرفاتنا كما نهوى نحن، بغض النظر عن كون

هذه التصرفات صحيحة أم لا.
سجن يمنعنا من أن نفكر ولو للحظات في أننا قد نكون سببًا في مشكلة نعيشها ونعاني منها عناءً شديداً ولكن نرى أنفسنا فيها ضحايا لا جناة، وربما تكون الحقيقة أننا الجناة أو على الأقل علينا جزءًا من المسؤولية فيما نعاني منه.
سجن يمنعنا من أن نعترف بأخطاء ارتكبناها ويجب أن نلوم أنفسنا عليها كما نلوم على الآخر ونشعر بأن لومنا له هو الأصل دائماً، وذلك ليس لشيء سوى أننا نختار الأسهل في طريقة التفكير، التي غالباً تريح ضمائرنا ونصرُّ فيها على أن غيرنا هم من تسببوا في هذه الأخطاء، وذلك بشكل مطلق لا يقبل النقاش أو حتى مجرد التأمل.
سجن يجعلنا نشعر فيه بأننا نفهم الحقيقة وندركها ونسخر من الآخر الذي يختلف معنا في طريقة التفكير، سواء كان هذا الاختلاف جزئياً أو كلياً.
سجن يجعلنا نُرضي غرورنا نحن فقط دون أن نشعر بأن غيرنا يحتاج أيضاً للمرضاة ولو بقليل من التنازل يجعل هذا الآخر يشعر بأن له عندنا قيمة.
سجن يجعلنا نغير من مواقفنا عند الاختبار الحقيقي ونجد فيه وبكل سهولة أكثر من مبرر لذلك التغيّر.
سجن يجعلنا نظن أن كثيراً من الأوهام حقيقة مؤكدة وملموسة لكنها مجرد مشاعر سيطرت على تفكيرنا نحن ليس إلا.
سجن يجعلنا نوافق من نحب في كلامه وإن كان مخطئًا ونرفض كلام غيره لمجرد أننا لا نقبل صاحبه وإن كان كلامه صحيحاً.
سجن يجعلنا نبرر تصرفات الأقوى وإن كان ظالماً ونهاجم الأضعف الذي ربما يكون مقهوراً.
سجن ربما يكون له أشكال كثيرة متلونة وطابع خبيث وناعم يقيدنا من كل اتجاه حتى لا نقدر على التساؤل هل نحن حقاً نتمتع بالحرية الفكرية أم لا؟!
تساؤلات كثيرة تحتاج منا إلى التأمل بغض النظر إن كان لها إجابة أم لا؛ فربما تكون هناك تساؤلات لمجرد التفكر وليس للبحث عن إجابات؛ حتى نتمكن من الوصول إلى الحرية المفقودة ونخرج بعدها من هذا السجن.. سجن الأفكار.

 تواصل مع المبرمج والمصمم سليمان تقي الدين عبر الإميل
استشارة
تواصل مع المبرمج والمصمم سليمان تقي الدين عبر الهاتف
اتصال
تواصل مع المبرمج والمصمم سليمان تقي الدين عبر الواتساب
واتساب
تواصل مع المبرمج والمصمم سليمان تقي الدين عبر التلغرام
تلغرام